الشهر الماضي أُعلن عن تحالف بين شركة “علم”، و”شركة الاتصالات السعودية STC”، وذلك تحت رعاية مركز المعلومات الوطني، و هو تحالف استراتيجي لتقديم خدمات الحوسبة السحابية. هذه الخطوة المباركة -و إن جاءت متأخرة- ضرورية جداً لتجنب بعض السلبيات في قطاع الحوسبة في المملكة.
في هذه التدوينة سنتحدث عن الحوسبة السحابية لغير المختصين و لماذا تعتبر الحوسبة السحابية مهمة جداً (إقتصادياً و أمنياً).
الفكرة الرئيسية من الحوسبة السحابية هي “مشاركة الموارد”. و اصبحت ممكنة بعد تطور الانترنت في السنوات القليلة الماضية من حيث السرعة و الموثوقية (قلة الانقطاعات).
في السابق لم يكن من الممكن استغلال الامكانات المادية بشكل كامل.
مثلاً الحاسب الشخصي في المنزل قد لا يعمل إلا ساعات معدودة في اليوم. اضافة الى أن المستخدم إذا أراد استخدام برامج جديدة أو زيادة السعة التخزينية سيضطر إلى تحديث جهازه أو شراء جهاز جديد.
الحوسبة السحابية تحل هذه المشكلة حيث توفر خدمات المعالجة في الخادم الرئيسي (سيرفر) يتم الاتصال به عبر الانترنت.
هذا السيناريو يجعل المستخدم قادر على ارسال الطلب -عبر تطبيق جوال مثلاً- إلى الخادم الرئيسي ثم تلقي النتيجة بدون معالجة تذكر في الجهاز الشخصي أو الجوال.
كذلك كثير من المؤسسات و القطاعات تستثمر أموالاً طائلة في سبيل بناء بنية تحتية قادرة على تلبية الطلبات الالكترونية و معالجة البيانات الضخمة. إلا ان هذه البنية التحتية لا يتم استثمارها بالشكل المطلوب و قد لا تعمل بكامل طاقتها إلا أوقات محدودة من العام. لذا الحوسبة السحابية تحل هذه المشكلة بتوفير خيار مشاركة الموارد بين القطاعات.
إذاً الحوسبة السحابية تتيح تأجير خدمات الحوسبة من ( معدات أو برامج أو أنظمة) عبر استخدام الانترنت للتواصل مع الخادم الرئيسي. ويمكن تلخيص فوائد المنصات السحابية بالتالي:
1- الوصول: القدرة على استخدام البرامج او البيانات المخزنة من أي مكان يتوفر فيه الانترنت.
2- التوفير: تقليل التكلفة بالاستغلال الأمثل للموارد.
3- التوسع: القدرة على زيادة الامكانات و توسيع نطاق الخدمات الالكترونية مباشرة.
4- التحديث: جميع منصات وبرامج المعالجة تحدث نفسها آليا بدون تدخل المستخدم.
في المقابل سيكون هناك بيانات (شخصية, حكومية, أمنية) ترسل للخادم الرئيسي, هذا مايجعل ارسالها خارج المملكة أمر خطير جداً أمنيا. و لا يمكن لأحد ضمان أمن هذه المعلومات 100% حتى الشركات الكبرى التي تعمل في هذا المجال مثل أمازون و مايكروسوفت.
لذلك معالجة بيانات السعودية داخل السعودية أمر مهم جداً. مع الأخذ بالاعتبار أهمية النسخ الاحتياطية و رفع كفاءة الإتصال الآمن بين المستخدم و المنصة السحابية.
أسامة الجميلي