مرحباً بك عزيزي متابع مدونة معلم الحاسب …
من المؤكد أنك شاهدت محتوى إعلاني يطاردك أينما تجولت في الإنترنت والتطبيقات على الهاتف وقد أصابك الاندهاش من محتوى هذه الإعلانات التي تبدو وكأنها تعرف بالضبط ماتفكر فيه أو تتحدث عنه ، والآن لن تحتاج التشكيك في كون هاتفك أو حاسبك يتنصت عليك أو على مكالماتك فنحن في هذا المقال سوف نؤكد لك أن هذا الأمر بالفعل صحيح .
في البداية دعنا نعرف أن هذه الفترة التي نعيشها حالياً في ظل التطورات التقنية هي فترة الإعلانات الذكية ، والتي تعتمد في الأساس على استهداف المستخدم ، والتي تحقق للمعلن أفضل النتائج إضافة إلى زيادة في نسبة المبيعات خصوصاً أن المعلن يستهدف فئة معينة ، ويرجع السبب إلى الزيادة في كمية البيانات والمعلومات التي أصبحت متاحة عنك كمستخدم أمام المعلنين والتي يتم استغلالها في معرفة ماتبحث عنه وماتريد أن تشتريه ليقدمونه لك على هيئة محتوى إعلاني يطاردك على الإنترنت أينما ذهبت.
والآن بعد أن عرفت كيف تظهر الإعلانات لك التي تستهدفك يجب عليك أن تعرف كيف يحصل المعلنون على هذه البيانات والمعلومات التي يتم استهدافك بها ولكن في بداية الأمر دعنا نتحدث عن أكثر الشركات التي تمتلك عنك معلومات شخصية كونها أكثر الشركات التي تحمل معلومات عنك مثل جوجل أو فيسبوك أو آبل أو مايكروسوفت ولكن هذه الشركات إلى الآن مازالت تنكر الإتهامات والإدعاءات التي فرضت عليهم بالتجسس على المستخدمين وبيع معلوماتهم الشخصية إلى المعلنين.
لكن يجب أن نعرف من أن هذه الشركات بالفعل تمتلك القدر الأكبر من المعلومات عن المستخدمين إلا أن هذه الشركات تحظى بقدر كبير من الرقابة الجماهيرية عليها بسبب الشهرة التي تتمتع بها هذه الشركات وهذا هو الذي قد يقلل من قدرتها على استغلال هذه البيانات والمعلومات أو انتهاك خصوصيتك بشكل مباشر .
الآن قد تتسأل عن كيف يحدث هذا والشركات الكبيرة لا تقوم بذلك لكن يجب عليك معرفة أن هناك بعض الشركات تعد أصغر حجماً وأقل شهرة تمتلك حرية التصرف والاستفادة من هذه البيانات وجمعها ، وفقاً لتقرير تم نشره من قبل صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 28/12/2017 فإن شركة تتدعي الفونسو تعمل في مجال مساعدة الشركات في استهداف وتوجيه إعلاناتها على التليفزيون بطريقة أفضل ، قد طورت إضافة برمجية تستخدم بالفعل على أكثر من 200 لعبة وتطبيق للهواتف الذكية على متجر حوجل بلاي و آبل ستور تقوم بالتنصت على أصوات إعلانات التليفزيون من خلال الميكرفون الخاص بالهاتف أثناء لعب المستخدم على إحدى هذه الألعاب أو استخدامه لأحد هذه التطبيقات،كما قامت الشركة بتطوير سحابة لمعلومات التلفاز وهذه السحابة يتم تحديثها بصورة مستمرة من خلال البيانات التي يتم جمعها من أكثر من 40 مليون جهاز ذكي دون الكشف عن مستخدمي هذه الأجهزة .
الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن شيء شبيه لهذه التقنية ففي شهر مارس عام 2017 وجهت هيئة التجارة الفيدرالية الإمريكية تحذيراً إلى بعض مطوري تطبيقات الهواتف الذكية لاستخدامهم إضافة تسمى سيلفربوش داخل التطبيقات التي يقومون بتطويرها وتعمل هذه الإضافة مثل السابقة على الاستماع إلى محتوى الإعلانات في التلفاز دون إخبار المستخدم بذلك .
المصادر : المصدر الأول ، المصدر الثاني ، المصدر الثالث