بقلم محمود ماهر
مرحباً بك متابع مدونة معلم الحاسب ..
إذا تحدثنا عن أحدث الوسائل التكنولوجية المستخدمة في مجال التعليم فإن حديثنا سيطول كثيراً، نظراً لما يشهده التطور في هذين المجالين سواء المجال التكنولوجي أو مجال التعليم، على أننا قبل أن نتناول أحدث الوسائل التكنولوجية في مجال التعليم يجب أن نوضح العلاقة الوطيدة التي تربط كلاً من التكنولوجيا بالتعليم..
ما هي العلاقة بين التكنولوجيا والتعليم؟!
التكنولوجيا الحديثة التي توصل إليها الإنسان ومازال يطوّرها يوماً بعد الآخر إنما هي نتاج طبيعي للتطور الكبير الحادث في مجال التعليم في الدول المتقدمة، وهو المجال الذي يشهد تطوراً ضخماً بفضل الاعتماد على التكنولوجيا وأحدث ما توصلت إليه وتطبيق هذه التكنولوجيا في مجال التعليم.
إذاً فالعلاقة وطيدة وأصيلة بين التكنولوجيا والتعليم، فلولا تطور التكنولوجيا لما تطور التعليم، ولولا تطور التعليم ما تطورت ولا ازدهرت التكنولوجيا!
ما هي أحدث وسائل التكنولوجيا في مجال التعليم؟
يمكننا أن نقول بأن أهم الوسائل التكنولوجية التي يشهدها مجال التعليم في عصرنا الحالي هي تكنولوجيا “التعلم عن بعد”، وهي الوسيلة التي وفرت للكثيرين فرص التعلم والحصول على أعلى الشهادات دون حتى أن يتركوا منازلهم!
ولكنها في ذات الوقت تختلف اختلافاً كبيراً عن “التعليم المنزلي” بمفهومه القديم؛ إذ أن التعليم في هذه الحالة لا يتم بصورة فردية انعزالية عن المدرس والزملاء، بل على العكس يكون المتعلم في أنواع كثيرة من التعلم عن بعد في اتصال كامل ودائم مع معلمه وزملائه من المتعلمين الآخرين.
كما يمكن من خلال هذه الوسيلة التواصل صوتاً وصورة مع المعلم والزملاء وإبداء وطرح الأسئلة والتفاعل بصورة كاملة، فقط كل ما يتطلبه الأمر جهاز حاسب متصل بشبكة الانترنت.
ويمكن للمتعلم، من خلال تكنولوجيا “التعلم عن بعد”، أن يحصل على شهادة دراسية معتمدة من أفضل الجامعات تؤهله للالتحاق بسوق العمل أو إكمال دراسته الأكاديمية، وتكون هذه الوسيلة في الغالب مدفوعة الأجر وبمقابل مادي يتاح دفعه عبر الوسائل الإلكترونية كذلك، ولا تقتصر هذه الوسيلة التكنولوجية على المواقع المخصصة للتعليم عن بعد فقط دون سواها، بل حتى تمتد لتشمل عدداً كبيراً من الجامعات العريقة التي تمنح شهادات معتمدة في عدد من التخصصات عبر هذه الوسيلة.
وقد أوردنا العديد من المواقع التعليمية العربية على الإنترنت في مقالنا: “هل انت معلم حاسب“!
وتعد أحدث الوسائل التكنولوجية التي أثرت في مجال التعليم هي القنوات Tubes التي تزخر بها الشبكة العنكبوتية، وأكبر هذه القنوات يستضيفها موقع مقاطع الفيديو العالمي الشهير Youtube؛ فهو يحتوي على آلاف بل ملايين الفيديوهات التعليمية القصيرة والطويلة في مختلف مجالات التعليم، وهي الوسيلة التكنولوجية التي توفر نوعاً من التعليم الذاتي الاختياري عن بعد، وتختلف عن الوسيلة الأولى في كونها خاضعة تماماً للرغبة الذاتية للمتعلم والذي لا يكون مضطرًا لمشاهدة الدروس والدورات في أوقات محددة سلفاً بل يمكنه رؤيتها في أي وقت يريده حسب ما يتفق مع ظروفه الخاصة.
كما تتميز هذه الوسيلة بأنها مجانية تماماً، إذ لا تتطلب دفع أية رسوم إضافية قد يتحملها المتعلم المشاهد، ولكن العيب الوحيد لهذه الطريقة هي أنها لا توفر للمتعلم شهادات معتمدة تؤهله سواء لاستكمال دراساته الأكاديمية أو الالتحاق بسوق العمل.
كما أنها تقوم في الأساس على التجريب؛ إذ أن المتعلم في هذه الحالة يكون عرضة في كثير من الأحيان للدروس المقدمة من هواة أو غير متخصصين بالدرجة الكافية في المجال التعليمي الذي يبحث عنه، مما قد يضطره للبحث كثيراً عن أكثر من دورة حتى يجد مبتغاه، وهي في ذلك تختلف عن الدورات المقدمة من جامعات ومعاهد معتمدة توفر للمتعلمين أفضل مدربيها ومدرسيها لقاء ما تتلقاه من مقابل مادي وتمنحه من شهادات معتمدة، إذ أن الأمر في هذه الحالة يحظى بكثير من المصداقية والجدية.
Comments 1