المدون : ناصر بن عبدالله الهويريني
( 3 / 4 )
لانستطيع القول بأن أثر التقنية سلبي دائماً، فهي لاتخلو من خدمات توفرها للمستخدم المستفيد، ومن هذه الزاوية نقول: إن الهاتف الذكي و الأجهزة اللوحية صديق للإنسان وفي صفه، أكثر منها عدوّ له في مواجهته، فهي تشكّل اقتصاداً في الوقت والجهد. كما أنها وفرت العديد من المزايا التي تساند الأفراد والمؤسسات في أعمالهم، ولعل من فضلة القول أنها جعلت حياة الإنسان أكثر ثراء وإثراء، إذا استُخدمت استخداماً ذكياً ومسؤولاً. وقد يسَّرت التطبيقات الحديثة ربط العالم ببعضه، وسرّعت اندماج الثقافات، كما أنها ضاعفت القدرة الإنتاجية. وقرّبت المعرفة وأتاحتها للراغبين، مما ساهم في رفع كفاءة العمل، وتحسين الخدمات، و ساعدت الأجهزة الحديثة برفع مستوى الجودة في العمل؛ لذا فهي تَحُدُّ من الهدر والتسرّب في المال والجهد والوقت.
بالإضافة إلى ماسبق فإنها يسرت جميع أعمالنا اليومية، بما تتيحه برامج التواصل الاجتماعي (تويتر، فيسبوك، أنستقرام، سناب شات …) ومحركات البحث (قوقل) وبرامج المراسلات الفورية (واتس أب، تليغرام..) سهولة الوصول إلى المعلومة، وأخذها من منابعها مباشرة، فوفّرت المعرفة في يد الجميع، وأصبح من يسكن في قرية نائية، يحصل على نفس المعلومات التي يحصل عليها الزائر لمكتبة الملك فهد الوطنية. فعلاً إنها ثورة المعلومات، ويمتاز نقل المعلومات والمعرفة عن طريق تقنية الاتصالات بمميزات أربع، هي: نقلها لعدد كبير غير محدود من البشر، بوقتٍ قصير، بلا حدود زمانية، ولا حواجز مكانية. كما أن الأجهزة تساعد في الاطلاع على مايستجدّ من أخبار وبرامج؛ لأن غالب قنوات التلفزيون وفّرت لمتابعيها تطبيقات للجوال خاصة بها؛ لتلحق بركب التكنولوجيا.
ولدينا برامج المراسلات الفورية وتطبيقاتها، فوظيفتها الأساس تتمثّل في التواصل والاتصال، مع ذلك فقد أضافت للمعرفة والإدارة خدمات لايستهان بها، كمجموعات العمل (( لنشر وتبليغ التعاميم والأنظمة واللوائح، واقتراح وسائل وطرق تنهض بالعمل..)) ومجموعات الاهتمام المشترك ((لتبادل الخبرات وتلاقح الآراء والأفكار، ونشر الجديد والحديث…)) ويصدق عليها ما يصدق على غيرها من سمات المعلومات والمعرفة التقنية، لاحدود زمانية (في أي وقت)، ولاحدود مكانية (في أي مكان) .. وهذا يتعدى طموح التلفزيون والراديو، الذي يُلزِمنا أن نستمع للأخبار – مثلاً – في وقت محدد، ومكان محدد. كما مكنتنا تطبيقات وبرامج التواصل الاجتماعي في الوصول لأشخاص يصعب الوصول إليهم بغيرها.
بالإضافة إلى ماسبق فقد فتحت الأجهزة اللوحية والذكية الأبواب أمام التجارة الإليكترونية، وإمكانية شراء المنتج، بلمسة أصبع، أياً كانت هذه السلع، في أي مكان بالعالم، فتوجه الأفراد ذكوراً وإناثاً إلى التسوق عبر الإنترنت، وشراء السلع من الخارج، وبهذا كسرت التجارة الإليكترونية احتكار السلع مالديه، بالنسبة للسعر والجودة والضمان وخدمات ما بعد البيع.
صورة أخرى من استثمار التطبيقات لصالح صاحب العمل، ظهور ماسُمي بــــ ((الأسر الـمنتجة))، التي استفادت من مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر/ فيس بوك/انستغرام/ الكيك.. ) بشكلٍ إيجابي في تسويق وبيع السلع؛ فقد كانت مواقع التواصل الاجتماعي عوناً للأسر المنتجة وللمستفيدين عموماً، ساعد في نجاح تجربة التسويق الواقعية لمواقع التواصل الاجتماعي: سعة انتشارها، وسهولة الوصول إلى المستهدفين، بمختلف أطيافهم وفئاتهم.
ولاننسَ الخدمات -المجانية في الغالب- خاصة كانت أو عامة. وسأسرد منها مايحضرني، على سبيل المثال لا الحصر: البوصلة، وتحديد موضع القِبلِة. والتنبيه للأذان و إقامة الصلاة. ولو احتجت لعمليات حسابية مطوّلة فلا تفكر في شراء آلة حاسبة، عليك فقط الدخول إلى متجر التطبيقات، وانتق الآلة الحاسبة. و المفكرات المضمنة في الهواتف، نصية كانت أو صوتية. ومن التطبيقات الخرائط و القارمن، فلم يكن الوصول إلى وجهتك أيسر من الآن. وتُمكِّننا هذه التطبيقات من رسم مخطط زمني لسنوات قادمة بدقة جيدة. وبرامج ((النيوميديا)) والإنتاج التلفزيوني شائعة لدى الشباب، بل إن بعض مراسلي القنوات الإخبارية ذات الثقل في الوسط الإعلامي يخرجون تقاريرهم وأخبارهم ويمنتجونها بواسطة تطبيقات هواتفهم الذكية.
من قِبل التجّار، هنا أصبح التجّار الرسميون ووكلاء الماركات العالمية في مأزق، وأمام منافسة جادة حادّة، تجبر التاجر أن يعرض أفضل .