يأمل العاملون في مجالات التقنيات التربوية أن يحقق استخدام التقنيات الحديثة أهدافًا متعددة لتحسين جودة التعليم، وهم يعملون بشغف في هذا المجال آملين أن تغير التكنولوجيا والتقنيات الحديثة من الأنماط السائدة حاليًا في التعليم التقليدي، الذي يجمع التربويون على ضرورة تغييره وتطويره بشكل كامل، وبين المتحمسين جدًا لهذا الاستخدام وبين الواقع القائم فعليًا، هناك فجوة وبعض المعيقات الحقيقية التي تعيقُ استخدام التقنيات بشكل موسع في التعليم.
فما هو الدور الفعلي الذي يمكن أن تلعبه التقنيات في التعليم؟ وما أهمية دمج التقنية في المنهاج وتطبيقها في المواقف التعليمية المختلفة؟ وما أثر ذلك على قدرات الطلبة وتحصيلهم وتعاملهم مع حل المشكلات؟
أقرأ ايضاً : كيف نستفيد من تكنولوجيا النانو في مجال التعليم؟
إجابة هذه الأسئلة، أشارت إليها عدة دراسات تناولت جزئية استخدام التقنيات التربوية في عملية التعليم والتعلم، نذكر منها:
- تحسين نوعية التعليم وزيادة فعاليته.
- زيادة اهتمام الطلاب ورغبتهم في التعلم وتقديم خبرات منوعة لهم من خلال الأفلام التعليمية وبرامج الوسائط المتعددة واستخدام النماذج والمجسمات.
- زيادة فعالية دور الطلبة وتفعيل دورهم في عملية التعلم والبعد عن الوقوع في دائرة المعلم الملقن للمعلومة والطلاب المستمعين فقط.
- زيادة القدرة الإبداعية لدى الطلبة عبر تنوع خبراتهم ومصادر المعرفة لديهم وزيادة قدرتهم على حل المشكلات والتعامل مع المواقف المختلفة من عدة جوانب.
- تحقيق الأهداف الحديثة المتمثلة في زيادة دور الطلبة وزيادة قدرتهم على التحليل والاستنتاج وإتخاذ القرارات.
- تغيير دور المعلم – وهو الاتجاه الحديث في التعليم – من دور الناقل للمعلومات فقط إلى دور الموجه والمرشد للطلبة.
من الواضح أننا تجاوزنا مرحلة السؤال عن أهمية التقنيات وهل نستخدمها أم لا في مدارسنا؟ والأسئلة الآن تدور عن كيفية تأهيل الطلبة والمعلمين والمدارس والقائمين على التعليم للتعامل مع التوجه الجديد الذي يسعى له العاملون في مجال التقنيات التربوية في مختلف بلاد العالم.
وهناك قاعدة أصولية، يستخدمها الفقهاء والمجتهدون، ولكنها تنطبق على كافة مناحي الحياة الأخرى، هذه القاعدة تقول:
ما لا يُدرَكُ كُلُّه، لا يُترَكُ جُلُّه.
فلا يجدر بنا أن نتخلى عن أمر لمجرد أننا لا نستطيع أن ندركه كله، فلو أدركنا أكثرهُ كان خيراً لنا أيضا.